عِنْدَمَآْ لآيُسَكُنُ الْشَّوْقِ بِـ قُلُوْبِ أَدَمآُهَآً الْفَرَآقَ

عِنْدَمَآْ لآيُسَكُنُ الْشَّوْقِ بِـ قُلُوْبِ أَدَمآُهَآً الْفَرَآقَ

وَعِنْدَمَآْ يَسْتَكِيْنُ الْأَلَم بَأَرْوَآحٍ دُآعُبّتِهَآً أَطَيَآفِ أَحِبَّتِهِمْ

لَآَ أَحَدْ يَأْبَهَ بِـ كَمْ الْوَجَعِ هَذَآَ لَآَ أَحَدْ يَكْتَرِثُ لِـ تِلْكَ الْقُلُوْبَ

الَّتِيْ تَعَلَّقَتْ فِيْ بُرآوِيّزّ الْذِكْرَيَآتْ لَتُنآجَيّ سَرَآبْ الرآحِلِينَ

لَآَ احَدٌ يُدَآعِبْ شَذَرَآتُ الْأُمْنِيَآتِ لِـ مْلآَقِآتِهُمْ

عَلَىَ قَآَرِعَةَ الْطُرُيّقْ أَبْصَرَ أُنَآسٌ ثَمِلُّوْنَ

فِيْ أَعْيُنِهِمْ حُزْنٍ سَرْمَدِيّ

وأَروُآحٌ مُبَعْثَرَهْ

وَقُلُوْبُ فِيْ ضَيَآعْ

يَلْهُوْنَ فِيْ تَرْتِيْبِ الْأُمْنِيَآتِ

" وَيَتَنَفِسُونَ عَبَقِ الْمَآضِيْ "

وَيَبْكُوْنَ عَلَىَ أَطَلْآَلْ حَبٍ فَآَتِ أَوآنَهُ

هُمْ وَحْدَهُمْ مَنْ كَآْنُوْآ يُتْقِنُونَ فُنُوْنِ الْصَّمْتِ ....!

إْعُتَآدُوآً أَنَّ يُوَدَعُوآً بِصَمْتٍ "

أَنَّ يعَشِقُوآً بِصَمْتٍ " حَتَّىَ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُوْنَ بِصَمْتٍ ...!

كَآْنُوْآ عَلَىَ عَتَبَآتِ الْوَجَعِ مُتَّكِئِيْنَ

يَتِقَآرْعُونَ كُؤُوْسِ الْوَجْعِ نَشْوَةً وَإِيَذآَنا بِـ مُوَلِّدُ جُرْحٍ جَدِيْدٍ ...!

تَجُوْبُ نَظَرآتِهُمْ عَلَىَ الْمَآرِيّنَ لِـعَلٌّ أَعْيُنَهُمْ تَسْقُطُ لِـ يَرَوْآ الرآحِلِينَ الَّذِيْنَ أرَضَعُوَهُمْ مِنْ نَهْدِ الْفَقْدِ...!

إِيْمَآنَا رآسِخَآً بِـ عَوْدَتِهِمْ لِـ كُنْ لَآَ جَدْوَىْ .....!

.... وُلَآ يَأْسَا مِنْهُمْ ..... وُلَآ خَيِبُآتْ أَمَلْ حَتَّىَ وَإِنْ طَآِلَ بِهِمْ الْإِنْتِظَآرْ

لَآَ أَعْلَمُ كَمْ مِنْ الْجَهْدِ هُمْ يَبْذُلُونَ وَكَمْ مِنْ طَآِقَةً إِنْتِظَآرْ سَـ يَفْقِدُونَ

لَآَ بَدَّ أَنَّهُمْ أعُتَآدُوآً ........ عَلَىَ هْفَوَآْتَ أَحِبَّتِهِمْ

أَوْ أَنَّهُمْ هُمُ مِنْ أَحبْوآً بِـ جُنُوْنْ بِـ الْرَّغْمِ مِنْ أَنَّ إنتُظُآرِّهُمْ قَدْ يَطُوْلْ وَيَطُوْلْ إِلَىَ حِيْنٍ ....!

لَآَ أَحَدْ يَكْتَرِثُ لَهُمْ لَآَ أَحَدْ سَوَىْ مَلَآمِحَهُمْ الَّتِيْ بَدَأَتْ أَنَّ تَتَلَآشَى

وأَرْوَآحِهُمْ الَّتِيْ هِيَ عَلَىَ شَفَآ حُفْرَةٍ مِّنَ ضَيَآعْ .....!

وإغَمَآءَآتْ الْوَجَعِ المُتّتَآليهُ كَآَدَتْ أَنَّ تَغَيُّبَهُم عَنْ الْوَعْيِ أَمَدٍ أَطْوَلَ

وَالْأَلَمُ ظَلَّ يُغْدِقُ عَلَىَ أَرْوَآحِهِمْ بِـ سَخَآءِ لَكِنْ لَآَ مَلَلْ ......!

ثَمِلُّوْنَ هُمْ هَآْئِمُوْنَ فَآقِدُونَ لِكُلِّ شَيْءٍ حَتَّىَ لَـ أَنْفُسِهِمْ بِئْسَآً لِـ عِشْقٍ يَجْعَلْ الْعُقَلَآءِ مِنَّآ

كُـ المَجَآنينَ ............!

جلست تترقَّبني بإمعانٍ وسألتني ياهذا من تكون ؟
فقد كثُر فِيّ الشكُّ وزدادت في نفسي الظنون ,
وصوت آهاتي تُحرق القلب وتحاكي الشجون , فاسمع ندائاتي واقبل عباراتي يامن تكون
!!
هل أنت سرٌ غامض ! أم قلبٌ نابض ! أم عاشقٌ مفتون .. هل أنت طيرٌ جامح ! أم
فكرٌ سارح !
أم شاعرٌ مدفون .. هل أنت طيفٌ يحلِّق ! أم خيالٌ يؤرق ! أم ساحرٌ مجنون .. هل
أنت ليلٌ حالِك ! أم نهارٌ سالِك ! أم حائرٌ محزون .. هل أنت وهمٌ ينقضي ! أم
واقعٌ ينتشي ! أم شوقٌ لا تمحيه السنون .. هل أنت بركانٌ يزأر ! أم نارٌ تسعر !
أم قلبٌ دافىء حنون .. هل أنت حارسٌ مُلهَم ! أم فارسٌ تلثّم ! أم محبٌ لا
يظنيه المنون .. هل أنت سارقٌ للقلوب ! أم عاشقٌ لا يتوب ! أم راحلٌ بركبِ من
يرحلون .. من أنت حيرتني يامن يناديه صوت قلبي المسجون ؟؟
نظرتُ اليها مبتسماً وقلتُ حقاً لاتعرفي ياأميرتي من أكون !!
إذاً أسألي عني الليل الطويل , ونسمات الربيع العليل , والورد إن فاح بعطرهِ
الجميل , و تأملي يا أميرتي هذا الكون الفسيح , تأملي فيه أقماري إن لاحت
بوجهها المليح , وتأملي نجومي الشهباء تسبح في الفلكِ ولا تستريح , وتأملي
كواكبي الخضراء تهتفُ لكِ بحبي الصريح , واسألي عني بحر العيون , اسألي رمشي
والجفون , اسألي عني قطراتي والدموع , اسألي عني هيامي والشموع , فبعشقي الجارف
هم يعلمون ..!!
أنا يا زهرة حبي أمير العشقِ وأسير العيون .. أنا من لم يغنيني عن حبكِ أيامي
والسنون .. أنا من سهرتُ الليالي مشتاقاً لم تغمض له جفون .. أنا من سار بين
الناس ملهوفاً باحثاً عنكِ كالمجنون ..
أنا من صار حديث الناس وكل العشاق باسمه ينادون .. فأنا من قال فيكِ لأجل
عينيكِ روحي تهون ..
وأنا من فنى عمره في هواكِ مفتون .. فهل لا زلتي يا حبيبة عمري ورفيقة دربي
تسألي من أكون ؟؟؟

سئمت الأنتظار لنزار قباني